Borrow - Loan Company Website Template

كيف يدير التنفيذيون وقتهم و الألغاز التي لا مفر منها

Jul 07, 2018 بواسط الأدمن

يقول اندرو هيل لا أعلم بالضبط كيف يقضي أشهر أستاذ لإدارة أعمال في العالم وعميد كلية إدارة الأعمال في جامعة هارفارد أيامهما. أعلم بالتأكيد أن مايكل بورتر رجل مشغول ومنتج، لأنني عندما التقيت به، استطاع عميد دراسات القدرة التنافسية اختزال محادثة تستغرق 90 دقيقة في 55 دقيقة قبل أن يتوجه إلى المطار. نيتين نوريا، عميد كلية إدارة الأعمال في جامعة هارفارد، يتحرك أيضا جيئة وذهابا ضمن تقويم كامل من الاجتماعات والأحداث. كلا الرجلين كان منشغلا في أماكن أخرى عندما حاولت الاتصال بهما الأسبوع الماضي. رغم ذلك، لم أكن مندهشا عندما اكتشفت أن هذين الباحثين الأكاديميين المرموقين اللذين يعانيان نقص الوقت كرسا على الأقل جزءا من السنوات الأخيرة للتوصل إلى طريقة تبين كيف يقضي المديرون الآخرون أوقاتهم، لأن المديرين مهووسون إلى حد كبير بالإنتاجية الشخصية. عكف 27 رئيسا تنفيذيا على تصنيف ورصد أنشطتهم على مدى ثلاثة أشهر. أو بالأحرى، فعل ذلك مساعدوهم التنفيذيون. (تبين أن المساعد التنفيذي الرائع – ولا عجب في ذلك، هو شخص لا يمكن الاستغناء عنه). من خلال هذه البيانات، طور كل من البروفيسور بورتر والبروفيسور نوريا بعض المتوسطات الجذابة. مصدر قلقي هو أن الرؤساء التنفيذيين الآخرين سيتخذون الآن النتائج التي توصل إليها الأستاذان معيارا لقياس سلوكهم، وسيكونون أكثر انشغالا وأكثر إجهادا نتيجة لذلك. رصد ومراقبة المديرين له تاريخ طويل. بدأ هنري مينتزبيرج مراقبتهم في السبعينيات، بعد أن لاحظ أن الأكاديميين يكتبون نظريات عدة حول الإدارة، لكن لم تكن لديهم أدلة كافية لما يفعله المديرون بالفعل. في الآونة الأخيرة، أجرى مستشارو شركة باين استطلاعا شمل 300 تنفيذي وتوصلوا، مثلا، إلى أن نحو 15 في المائة من وقت المنظمة يذهب إلى الاجتماعات – وهذه النسبة آخذة في الازدياد. نتائج البحوث التي أجريت أخيرا تشي دائما بأفكار من الحس الفطري السليم. اعمل على جدولة الاجتماعات لتكون أقصر. ابتعد عن البريد الإلكتروني (حيث تستأثر الاتصالات الإلكترونية بنحو ربع وقت العمل الذي ينجزه الرؤساء التنفيذيون في دراسة بورتر/نوريا). قابل أعضاء فريقك والعملاء شخصيا. مارس بعض التمارين الرياضية. خذ قسطا كافيا من النوم ليلا. خصص وقتا للقاءات العفوية، رغم أن هناك تناقضا ظاهريا بين التخصيص والعفوية. احذر من مفعول المتوسط المعياري، جزئيا لأن الموضة تتغير. هذان الأستاذان في جامعة هارفارد كانا يجريان الدراسة ويراقبان مجموعة من الرؤساء التنفيذيين منذ عام 2006 وحجم العينة آخذ في الازدياد، لكن في الوقت الراهن هناك امرأتان فقط من بين المجموعة الخاضعة للدراسة. أية دراسة تبدأ الآن من شأنها أن تستهدف مجموعة أكثر تنوعا، وعلى الأرجح ستكشف عن بعض العادات المختلفة.

مثلا، أتوقع أن البدعة الحالية المتعلقة بالرياضة أو التمارين المتطرفة – بدءا من الطيران والهبوط بالمظلة وصولا إلى تحديات الرجل الحديدي – سوف تعتدل. أخبرني أخيرا مستشار كانت هوايته المفضلة هي الألعاب الثلاثية، والتي تنطوي على ما لا يقل عن 15 ساعة من التدريب أسبوعيا، أنه سأل مدربه كيف يمكنه الارتقاء للوصول إلى مستوى النخبة. قيل له إنه يحتاج إلى إضافة ما لا يقل عن عشر ساعات أخرى من التمارين. وتلك الساعات ستأتي إما من ساعات العمل أو، الأسوأ من ذلك، من وقته الذي يمضيه مع أسرته. يمكنني أن أرى أيضا كيف أن التكنولوجيا التي تطورت على مدى العقد الماضي تعمل على تغيير الطريقة التي يرصد بها المديرون أنفسهم. تتداول شركة أبل برمجيات تساعد المستخدمين على ترويض إدمانهم على استخدام أجهزة الآيفون، في حين تسمح تطبيقات أخرى للمديرين بتعقب ما يقومون بعمله بنفس سهولة تسجيل الخطوات المتبعة ورصد معدل ضربات القلب والسعرات الحرارية. جيم كولينز، الكاتب المختص في الإدارة، كان يعمل على تقييم إنتاجيته لسنوات، ويحاول الحفاظ على متوسط عمل يصل إلى ألف ساعة عمل إبداعي سنويا. ويشير النهج المتبع من قبله إلى أن نوعية الوقت الذي يمضيه أكثر أهمية من الكمية. إدارة الوقت هي أقصى لعبة بين الألعاب ذات المجموع الصفري. توصل البروفيسور مينتزبيرج إلى أن المسؤولين التفينذيين حتى وإن نظموا أنفسهم بشكل أكثر كفاءة، فإنهم يواجهون الكثير من "الألغاز التي لا مفر منها" (مثلا، كيف تتكيف مع التغيير وتحافظ على الاستمرارية؟) التي لن تستجيب أبدا للوصفات العلاجية.

من الواضح أن من المنطقي أن يكون القادة على علم ودراية بالكيفية المتبعة لديهم في قضاء الوقت أو هدره، وأن يتوقفوا أحيانا ويأخذوا في الحسبان ما إذا كان يمكنهم التعامل مع ساعات عملهم المحدودة بشكل أكثر إنتاجية. لكن القلق حول أي المقايضات هي "الأفضل" يشكل طريقة أخرى تزيد من الضغوط التي تفرضها ساعات العمل الأسبوعية التي يؤديها الرئيس التنفيذي الأمريكي العادي، التي تصل وفقا لدراسة جامعة هارفارد، إلى 62.5 ساعة. توم جنتايل، الذي يترأس شركة سبيريت لأنظمة الفضاء والطيران، يوبخ نفسه في مقابلة أجريت معه، على قضائه الكثير من الوقت في إرسال البريد الإلكتروني وعدم قضاء وقت كاف في ممارسة الهوايات والتمارين الرياضية. لا أريد أن ينهار الرؤساء التنفيذيون غير اللائقين جسديا، لكنهم إن قايضوا أحيانا بعض الساعات المستخدمة في ممارسة ركوب الدراجة، مثلا، بقراءة رواية أو الاستماع إلى الموسيقى، من دون وجود ساعة ضبط الوقت، لا ينبغي لهم حينها تأنيب أنفسهم. في الواقع، يمضي جنتايل مزيدا من الوقت مع العملاء والموردين أكثر من الوقت الذي يقضيه مع أقرانه. فهو يقضي نحو ثلثي ساعات عمله بعيدا عن العمل مع الأسرة، مقابل 47 في المائة للرئيس التنفيذي العادي. من وجهة نظري هذا أمر حميد ويُشكر عليه. سأعود الآن إلى تنظيف صندوق بريدي الإلكتروني.

موضوعات ذات صلة


أعلي